لهلاك الظالم لوقته
لهلاك الظالم لوقته
هو موضوعنا اليوم، ويقول معلم الإنسانية رسول
الله صلى الله عليه وسلم: لقد أوصاني الله بتسع ومنها أن أعفو على من ظلمي وأن أعطي
لمن حرمني، ويقول الله عز وجل في نفس السياق: "إن تعفوا وتصفحوا فهو خير
لكم"، وإن الخير من وراء الصفح والتسامح وعدم البحث عن هلاك الظالم أو دعاء
لهلاك الظالم لخير كبير، وخير أكبر مما تتصور إنه خير لا يمكنك أن تلاحظه بعينك
المجرد ولا يمكنك أن تلاحه وأنت تعيشه، لأنه لا يمكنك أن تقيم المقارنة بين الحالة
التي تكون فيها قد سامحت من ظلمك والحالة التي تكون فيها حاقدًا عليه، ويشبه الأمر
المقارنة بين حالة السلامة الصحية وحالة المرض، فالحالة الأولى يكون فيها القلب سليمًا
من كل حقدًا أتجاه عباد الله الذين يخطئون في حق عباد الله الآخرين، والحالة
الثانية هي حالة الشعور بالحقد اتجاههم، وفي كل حالة يكون الإنسان في حالة نفسية
معينة ومختلفة وأفضل حالة نفسية هي تلك التي يكون فيها قد سمح وعفا عن من ظلمه ولا
يبحث عن هلاك الظالم بل يبحث عن هدايته وعن توبته وعن رجوعه للريق الصحيح.
 |
| لا تبحث عن طريقة لهلاك الظالم لوقته بل ابحث عن طريقة للتسماح لوقته |
هل لهلاك الظالم لوقته هو الحل؟
وما أود أن
أشير إليه الآن هو زاوية نظر العلم من عملية التسامح والصفح الذي قد يمارسه الفرد
اتجاه شخص قد ظلمه، يقول العلم الحديث أن للتسامح فوائد صحية ونفسية كبيرة على
الشخص الذي تسامح مع نفسه ومع من ظلمه، فقد أكدت دراسات متعددة أن هناك علاقة
طردية بين صحة الإنسان والصفح والتسامح؛ فكلما كان الإنسان متسامحًا مغ الغر كلما
امتلك صحة وحصل عل حياة رغيدة في الدنيا، ويقول مايكل بيري في نفس الصدد في أحد
كتبه المشهورة في علاج الأمراض السرطانية: إن فقدان القدرة على الصفح والتسامح هي
في حد ذاته سرطان ينخر المجتمع على جميع الأصعدة، وتؤثر على صحة الإنسان، ويضيف
ويقول إنه من المثبت علميًا أن التوتر العصبي الناتج عن عدم الصفح والمسامحة
والبحث عن هلاك الظالم يضر بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية وجهاز المناعة في جسم
الإنسان.
لهلاك الظالم لوقته أضراره يجب أن تعرفها:
يزيد التوتر
الناتج عن عدم التسامح من توتر العضلات خصوصًا عضلات الرقبة، والكتفين، ويزيد من نسبة
آلام وصداع الرأس، كما يسبب في خراب داخل الجسم خصوصًا خراب بعض الأنسجة الدماغية،
وتأخر في ترميم الخلايا داخل الجسم.
إن الشخص الذي
لا يرغب الصفح والتسامح قد يعتقد أنه يعاقب غيره ولكن في حقيقة الأمر لا يعاقب إلا
نفسه، بحيث يجعل من ذلك الشخص الظالم محط تفكيره، ومحور حياته مما يزيد من عملية
التفكير في الشخص الذي تسبب الآلام وفي حالة ما لم نسامح فإننا سنعاني من تذكره كل
مرة ومن تذكر التفاصيل، خصوصًا النساء اللائي يتميزن بذاكرة قوية تركز على
التفاصيل. ويشبه أمر من لا يسامح الغير ذلك الشخص الذي يشرب والسم ويظن أنه سوف
يسمم بفعله الشخص الظالم.
البحث عن طريقة لهلاك الظالم لوقته أمر سهل:
وقد يقول قال
كيف لي أن أسامح شخصًا قام بكذا وكذا (قام بسرقة مالي، قام بخانتي، قام بأمور لا
يمكن تصورها...) في الحقيقة نعم إن أمر التسامح لا يتمكن من القيام به جميع الناس
بل لا يقوم به إلا الناس ذو صبر جميل وذو قلب كبير، إن الصبر خاصية الإنسان الكريم
والإنسان المحب لله العلي العظيم، بالتالي إن استطعت أن تسامح من ظلمك فتأكد أنك
تمكنت من نفسك، وقد مررت باختبار القليل من له الفرصة من اجتيازه، وهنيئًا لك بخير
الدنيا وخير الآخرة. إن طوعت نفسك للتسامح فأنت تحافظ على نفسك لأهلك وتحافظ على
نفسك في حياة ملية عن آخرها بالعراقل التي ستوجهك في كل مرة، وستتعلم أن توسع
إدراكك عن الحياة وأن تتخطى العراقيل نحو تطوير نفسك وإخراجه في شكل أكثر وعيًا من
التجارب السابقة.
لهلاك الظالم لوقته أضرار على قلبك الرائع:
هناك أمرين
إما أن يكون قلبك مليئًا بمشاعر ايجابية كالحب، والرحمة، والحنان والسعادة، وإما
يكون مليئًا عن آخره بمشاعر البغض والكراهية، والحسد، وفي الحالة الأخيرة سيكون
قلبك كرئة المدخن بسوادها لا يمكن حتى لجهاز الليزر أن يفحص قلبك، أما في الحالة
الأولى فسيكون قلبك كحمامة بيضاء تحلق في سماء الخير والحياة نحو مستقبل أفضل، وفي
هذا الصدد أنصحكم بقراءة كتب عن نظرية التجاذب، مفاد هذه الأخير أن الإنسان يجذب
حوله أناس مثله فإذا كنت حقودًا لن تحصل في حياتك إلا على أناس مثلك يشاركونك نفس الإحساس
ونفس المناقشات السلبية حول الحياة والعكس بالعكس.
أتمنى أن يكون
موضوع اليوم مفيدًا لكم، وفي الأخير أدعكم لمشاركة الموضوع مع أكبر عدد ممكن من
الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي كي يستفيدوا منه، وللإشارة فقط يمكنكم أن
تجيدونا على محرك البحث جوجل يكفي أن تكتبوا كلمة Tijribti في مربع البحث الخاص بموقع جوجل
لتحصلوا على مقالاتنا في النتائج الأولى من البحث، ويمكنكم أيضًا أن تلجوا الموقع
مباشرةً عبر الرابط التالي: TIjribti.blogspot.com إلى اللقاء إلى موضوع آخر تحية طيبة
أيها الرائعون.
